نوكيا تعود إلى سوريا: بداية مرحلة جديدة لإعادة بناء البنية التحتية الرقمية

أعلنت وزارة الاتصالات وتقانة المعلومات السورية في 26 أغسطس 2025 أن شركة نوكيا العالمية أعادت فتح مكتبها في دمشق، مما يؤكد عودتها الرسمية للعمل في السوق السورية ضمن مشروع “Amplify Syria” الذي يهدف إلى إعادة استنهاض البنية التحتية في قطاع الاتصالاتk وأعرب الوزير عبد السلام هيكل عن ترحيبه بهذه الخطوة، واصفًا إياها بأنها “مدخل نوعي لعودة الشركات العالمية وخبراتها لخدمة المواطنين السوريين” ومشددًا على أن هذه العودة ستكون جزءًا من خطة لتطوير المشاريع الوطنية مثل “سيلك لينك” و”برق نت”.
من جهته، لفت ميكو لافانتي، رئيس قطاع الشبكات المحمولة في نوكيا للشرق الأوسط، إلى أن عودة الشركة تأتي بعد فترة طويلة من العمل في سوريا، وأنها ملتزمة بتقديم الدعم الفني والتقني للمشاركة في هذه المرحلة التحولية، وأضاف أن السوق السورية يمتلك قدرات واعدة، وأن حلول نوكيا ستكون جزءًا محوريًا من “النهضة الرقمية المقبلة.”
الخلفية التي تُؤطر هذا الحدث تشير إلى تغيير جذري في المشهد التقني والاقتصادي السوري، فبعد سنوات من التهميش والعزلة، أعيد قبول سوريا رسميًا في الجمعية العالمية لنظم الاتصالات المحمولة (GSMA) مطلع أغسطس 2025، بعد رفع العقوبات الأمريكية عنها؛ وهو ما مثّل نقطة تحوّل، وأتاح عودة مورّدين دوليين للعمل في البلاد.
في هذا الإطار، سبق أن أطلقت الحكومة مشاريع كبرى لتحديث البنية التحتية الرقمية، مثل مشروع “برق نت” الذي يهدف لمد شبكة الألياف الضوئية إلى المنازل والمنشآت مع التغطية لـ85% من السكان قبل نهاية 2025، ومشروع “أوغاريت 2” لتعزيز طاقة الكابلات البحرية وزيادة سعات الإنترنت.
كما تتعاون وزارة الاتصالات مع شركات محلية مثل MTN وسيريتل لتحقيق التجريب الأول لتقنية الجيل الخامس (5G) في دمشق، إلى جانب إطلاق باقات اقتصادية تستهدف شرائح متنوعة من المواطنين.
كل هذه التطورات تمثل مشهدًا متكاملًا لجهود إعادة بناء قطاع الاتصالات في سوريا بعد تدهور البنية التحتية جراء الحرب والعقوبات، وتعتيم السوق لفترة طويلة، وهو ما أضعف سرعة الإنترنت وجودته، وجعل المواطنين يعوّلون على جهود إعادة الإعمار لتغيير الواقع الرقمي الراهن.